كسلاوي نشيط |
 |
 |
اشترك في: 07 مايو 2011, 08:28 مشاركات: 63 مواضيع: 21
|
وافق شنّ طبقة
كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم يقال له ُ شنٌّ . فقال: والله لأطوفنّ حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها.
فبينما هو في بعض مسيره إذ صادفه رجل في الطريق ، فسأله شنّ : أين تريد ؟ قال: موضع كذا ، يُريد القرية التي يقصدها شنّ ، فرافقه حتى إذا أخذا في مسيرهما قال له شنٌّ : أتحملني أم أحملك ؟ فقال له الرجل : يا جاهل أنا راكب ، وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكت شنٌّ ، وسارا حتى إذا اقتربا من القرية إذا بزرع يحصده أهله ، فقال شنٌّ : أترى هذا الزرع أكِل أم لا ؟ فقال له الرجل هل أنت مجنون هل الزرع يؤكل !! ثم مضيا قليلا فوجدا جنازة فسأله شن : هل صاحب هذا النعش حىّ أم ميت ؟ فقال الرجل : ما رأيت أجهل منك! ترى جنازة وتسأل عنها أميّتٌ صاحبها أم حي ؟ فسكت شن عنهُ ، فأراد مُفارقته فأبى الرجل أن يتركهُ حتى يصير به إلى منزله. فقبل الطلب .
وكان للرجل بنت يُقال لها طبقة ، فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه . فأخبرها بمرافقته إياه في الطريق وشكا لها جهلهُ وحدثها بحديثه ، فقالت: يا أبت ما هذا بجاهل .
فأما قوله أتحملني أم أحملك ؟ يُراد به أتحدّثني أم أحدّثك حتى نقطع طريقنا .
وأما قولهُ : أترى الزرع أُكل أم لا ؟ فأراد هل باعه أهله وأكلوا بثمنه أم لا ؟
وأما قوله في الجنازة هل صاحب هذا النعش حيٌّ أم ميّت ، فقد أراد : هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا ؟
فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال له : أتحبُّ أن أفسِّر لك ما سألتني عنه ؟ قال: نعم ، ففسَّره . فقال شنٌّ : ما هذا من كلامك ، فاخبرني عن صاحبه ، قال: ابنةٌ لي . فخطبها إليه ، فزوجه إياها ، فحملها شنٌّ إلى أهله ، فلما رأوا ذكاءها ورجاحة عقلها قالوا : " وافق شنٌّ طبقة " فصارت مثلا .
|
|